ملخص المقال
بعد نحو تسع سنوات من احتلال امريكا لافغانستان في باكورة ما يسمى بالحرب على الإرهاب تصاعد الدعوات الأمريكية للانسحاب من أفغانستان.
قصة الإسلام - مفكرة الإسلام
أثار الكشف عن أكثر من 90 ألف وثيقة مسربة أعطت صورة مدمرة حول ما وصفت بـ "الحرب الفاشلة" في أفغانستان خلال الفترة من 2004 إلى 2009، المزيد من الانتقادات والدعوات المطالبة بالانسحاب الأمريكي من هذا البلد، بعد نحو تسع سنوات من احتلاله في باكورة ما يسمى بالحرب على "الإرهاب".
وقال النائب الديمقراطي اليساري دنيس كوسينيتش أحد أشد المعارضين للحرب في أفغانستان: "استيقظي يا أمريكا. نشر الوثائق السرية من قبل ويكي ليكس يعطينا 92 ألف سبب لإنهاء الحرب". ويشير بذلك إلى 92 ألف وثيقة سرية كشف عنها موقع أمريكي متخصص في نشر الوثائق.
وإثر الكشف عن الوثائق، تقدم كوسينيتش والنائب الجمهوري رون بول بطلب تصويت على مقترحهما بسحب القوات الأمريكية من أفغانستان، إلا أن مجلس النواب رفض مساء الثلاثاء بأغلبية مطلقة الانسحاب حيث صوت 38 بالتأييد مقابل 372.
وعلى الرغم من هذا الرفض تمكن النائبان من إسماع حججهما حول الشق الباكستاني من النزاع الأفغاني، وقد اعتمد النائبان على نص أقر في 1973م بعد حرب فيتنام ويمنح الكونجرس وحده سلطة السماح بالحرب.
إلا أن هذه الانتقادات لم تمنع مجلس النواب من تحريك حوالي ستين مليار دولار لتمويل الحرب في أفغانستان وإرسال ثلاثين ألف جندي إضافي في تعزيز أعلن عنه الرئيس باراك أوباما في ديسمبر. لكن الديمقراطيين فقدوا دعم ديفيد أوبي رئيس اللجنة المكلفة توزيع الأموال الاتحادية والتي تتمتع بنفوذ كبير.
من جهتهم، يدعو مؤيدو الحرب في أفغانستان إلى تمويل العمليات الحربية بدون تأخير، وأعلن الجمهوري هاورد "باك" ماكيون أن "قطع التمويل وسط هذه المعركة يعني التخلي" عن الحرب.
بيد أنه انتقد في الوقت ذاته إستراتيجية أوباما التي تنص على بدء انسحاب أمريكي في يوليو 2011م، وقال: إن هذا الموعد "لا يمكن أن تمليه واشنطن بشكل اعتباطي" بل يجب أن يتبع التطورات على الأرض.
وعبر السفير الأمريكي السابق في العراق راين كروكر عن قلقه من تحديد موعد الانسحاب، موضحًا أنه يخشى أن يرى عناصر "طالبان" في هذا الموعد "تاريخًا يتطلعون ليه" قبل أن تتحسن الأمور بالنسبة لهم.
وقال جوليان أسانج، مؤسس موقع "ويكي ليكس،" الذي نشر الوثائق: إن تلك المستندات تكشف بيانات الجيش الأمريكي الخاصة بالحرب من قتلى، وضحايا وتهديدات، وتكشف "بؤس" الحرب، وعن حوادث صغيرة لم يكشف عنها وساهمت في رفع الحصيلة الضخمة للقتلى المدنيين.
وقلل أوباما من أهمية الكشف عن الوثائق واعتبرها لا تحمل جديدًا، بل تبرر قراره إعادة تحديد الإستراتيجية الأمريكية في هذا البلد، وإن أعرب في تصريحات للصحفيين بالبيت الأبيض عن "قلقه" من مثل هذه التسربيات التي يمكن أن "تهدد أشخاصًا أو عمليات" على الأرض.
وتحظى إستراتيجية أوباما بتأييد السناتور الديمقراطي جون كيري، وقال خلال جلسة عن النزاع الأفغاني في مجلس الشيوخ: "أعتقد أنه من المهم ألا نضخم القضية وألا ننفعل كثيرًا حول معنى هذه الوثائق".
التعليقات
إرسال تعليقك